الأسرة
كيفية نجاح العلاقات الزوجية بعد الخلافات

بقلم د : امال إبراهيم
استشاري العلاقات الأسرية
العلاقات الزوجية ….تنجح ازاي بعد الخلافات ؟؟؟
جون جوتمان الخبير في العلاقات الأسرية كان دايما يتأكد إن العلاقة الصحية مبنية على تبادلية التأثير– يعني كل طرف يبقى قابل للتأثر بالطرف التاني ومش متمركز حوالين نفسه بس ومركز في رغباتة
بيحب اية ؟ وبيكره اية ؟وايه اللي يتوافق مع تفكيره والتزاماته…
الراجل اللي يقدر يسمع، ويحتوي، ويتعلم… والست اللي تقدر تعبر، وتطلب، وتسامح… الاتنين مع بعض، يخلقوا توازن شبيه بتوازن العقل والقلب، مش متمركز حوالين نفسه بس. في الجواز، أوقات كتير لما طرف في العلاقة يبدأ يتوازن، الطرف التاني تلقائيًا بيهدى، كأن التوازن معدي…
توازن واحد بس، لو حقيقي ومن جواه، ممكن يرجّع البيت كله لنقطة الاتزان، وده بيحصل لما كل حد يبقى واعي بدوره، مش هربان من المسؤولية، ولا شايل فوق طاقته علشان يغطي تقصير الطرف التاني.
لكن… مش دايمًا التوازن بيجيب توازن.
أوقات التاني “يتظاهر” بالتوازن… وأوقات تاني بيرفض أصلاً يتغيّر. وساعتها، زي ما قال جون جوتمان، بيحصل اللي بيسميه “نمط المطاردة والانسحاب” طرف بيحاول يقرب، ويصلّح، ويوازن، والتاني بيهرب، يتجاهل، أو ينسحب… لحد ما العلاقة توصل لطريق مسدود..
،أما لو التوازن جاي من طرف واحد، والتاني مفيهوش استجابة ولا نية، فده مع الوقت بيولّد ضغط، احتراق، واستنزاف.
وساعتها يا إما الانفصال بيحصل، يا إما العلاقة تفضل تمشي وهي بتنزف بصمت
الجواز الناجح مش مبني على الحب لوحده، لكن على “النية والوعي”.
التوازن عنده معناه إن الاتنين يشاركوا في العلاقة بصدق، كل واحد بيسمع، وبيحس، وبيعدل نفسه لو غلط. الراجل اللي مش قابل يتأثر بمراته، بيعتبره خطر على العلاقة.التوازن بييجي لما الطرفين يكونوا مرنين: بيعرفوا يتفاوضوا، يقربوا وقت الزعل، ويحترموا مشاعر بعض حتى في الخلاف أهم اختبار عنده اسمه: “هل أنت قابل للتأثر؟”… لو الإجابة “لا”، يبقى العلاقة معرضة تنهار.
. إستر بيريل – “إعادة إشعال الرغبة”
في علاقات كتير، في طرف “يخنق” والتاني “يهرب”، وده بيولّد اختلال.التوازن عندها مش يعني دايمًا سوا، لكن كل واحد عنده مساحة لنفسه، ولما يتقابلوا يكون في شوق وحياة.”العلاقة الناجحة مش فيها شخصين بيكملوا بعض، لكن شخصين متوازنين بيختاروا يكونوا مع بعض.”
هارييت ليرنر – “رقصة الغضب” (The Dance of Anger)
الكتاب ده بيركز على الغضب كعلامة من علامات اختلال التوازن.الست اللي دايمًا “بتنفجر” مش مجنونة، دي متحملة فوق طاقتها.والراجل اللي “ساكت” دايمًا، مش دايمًا حكيم، ممكن يكون بيهرب من دوره.
“كل ما تتنازل عن نفسك، بتدفع تمن التوازن الزايف، وساعتها الغضب بيكون هو صوت الحقيقة.”جاري تشابمان – “لغات الحب الخمسة”التوازن عنده يعني إن كل طرف يفهم “لغة الحب” اللي التاني بيحتاجها.
في ناس بتدي حب بس بطريقتهاوماتعرفش إن التاني مش حاسس بحاجة.
التوازن هنا = أكون واعي إيه اللي بيريّح شريك حياتي، مش اللي يريحني أنا بس.
تيري ريال – “أنا لا أريد أن أتحدث عن الأمر” (I Don’t Want to Talk About It)ده بيركز على الرجالة تحديدًا، وازاي التربية بتخليهم يهربوا من المشاعر والمسؤوليات العاطفية.بيقول إن الراجل اللي “مش متزن نفسيًا”، غالبًا بيستخدم شغله أو صمته أو السيطرة كوسيلة للهروب.
التوازن بيبدأ لما يعترف إنه محتاج مساعدة ويتعلم يتكلم عن اللي جواه.
الخلاصة ..

التوازن مش يعني إننا نبقى شبه بعض، لكن نكمل بعض بإرادتنا.كل واحد يبقى مسؤول عن نفسه، وموجود علشان التاني، مش بدل التاني.التوازن بيبان في طريقة حل الخلاف، توزيع الأدوار، وتبادل المشاعر.لو طرف واحد بس اللي “شايل العلاقة”، ده مش توازن… ده إنهاك.
العيال ما بيحتاجوش أبو وأم مثاليين… بيحتاجوا نموذج متزن، بيغلط ويصلّح، يسمع ويحس، ويحب باحترام ولأنهم بيطلعوا نسخة من البيت اللي تربوا فية
وساعتها، البيت فعلاً يستقر… مش بس ظاهريًا، لكن جوا كمان. والولاد؟ هيكبروا على صورة متزنة عن الراجل والست، عن الحنان والحزم، عن التعبير والمسؤولية.
يكبروا على حب شروطه الوعي، وحدود شروطها الاحترام والحب والأمان.