إشاعة أو ربما إشاعة

بقلم – سحر الزارعي
بشكلٍ لا إراديّ نتحرّك تجاه وضع الإشاعة تحت بند التزييف ونرمي عليها عشرات التُهم، لكن بعض الأحيان يكون لها وجوه أخرى وتلامسات مختلفة مع الواقع. هي ليست دائماً كذبة، بل قد تكون بالون اختبار لجس نبض الوعي العام لتقبّل فكرة ما أو قياس رد الفعل الاجتماعي عليها.
وفي قوالب أخرى تكون الإشاعة تلبس ثوب المكر، تمهيداً لإعلانات حقيقية لم يرد أصحابها مسلك المباشرة! بل اختاروا التدريج المعلوماتي الهادئ حتى الوصول للمعلومة اليقينية.
ولأنني أكتب هذا المقال، فلعلّ من الإنصاف أن أقول: مررتُ مؤخراً بإشاعة تخصني. كانت غريبة في ظاهرها، لكنها راقت لي إلى حد الابتسامة بل الضحكة، وقلت لنفسي: “يا رب تتحقق” بعض من ساءهم ما قيل، أسقطوا أقنعتهم سريعاً، وانكشفوا لي كما لم يكونوا من قبل. وماذا أقول؟ بكل أمانة “الصيت ولا العمى!” فالإشاعة وإن كانت كذبة في الظاهر، قد تحمل في طياتها احتمالاً جميلاً، وتفضح من يُخفي غيظه تحت قناع المجاملة.
الإشاعات لا تعيش بالضرورة في قفص الشر، بل قد تكون مرآة دقيقة لما يختمر في العقول والقلوب. وقد تقودنا عن غير قصد، إلى كشف أعمق مما كنا نتوقع. ربما لا نملك التحكّم في ما يُقال عنا، لكننا نملك كيف نتفاعل معه بوعي تارة وبسخرية تاراتٍ أخرى .. حقاً بعض الإشاعات، رغم زيفها، تليق بنا.