الأسرة
التعافي بعد الخيانة الزوجية

بقلم د : امال ابراهيم
هي خطوات أو مواقف مقصودة يمر بها الزوجان بعد كشف الخيانة، تهدف إلى إعادة بناء الثقة، وتعديل الأنماط المؤذية في العلاقة، وخلق خبرات عاطفية جديدة تحل محل التجارب المؤلمة السابقة.الفكرة مأخوذة من العلاج النفسي (خصوصًا العلاج المتمركز على العاطفه Emotionally Focused Therapy) حيث يتعلم الطرفان أن يعيشوا تجربة جديدة ومصحّح تعيد الأمان العاطفي.
أهم ملامح التجارب التصحيحية في الخيانة الزوجية:
اعتراف كامل وشفاف
الشريك المخطئ يقدّم اعترافًا واعي بالخيانة دون إنكار أو تبرير. يوضح تفاصيل أساسية تساعد الطرف الآخر على فهم ما حدث (لكن دون الدخول في تفاصيل مؤذية غير ضرورية). يقرّ بالألم الذي سبّبه ويظهر تعاطفًا صادقًا.الهدف: كسر دائرة الإنكار والخداع، وإعطاء الطرف المتألم إحساسًا بأن الحقيقة أصبحت مكشوفة ولا أسرار مخفية.
التواصل الآمن دون دفاعية
الشريك المخطئ يتعلّم الاستماع لمشاعر الغضب والحزن والخذلان دون أن يدافع عن نفسه أو يقلّل من الألم يتم توفير مساحة للتعبير الحر للطرف المجروح، مع ردود داعمة بدل الهروب أو الانفعال.
الهدف: إعادة بناء الأمان العاطفي من خلال إظهار أن الشريك قادر على تحمل المشاعر الصعبة بدلًا من الهروب منها.
إعادة بناء الثقة عبر السلوك اليومي
التزام الشريك المخطئ بالشفافية (مثل مشاركة أماكن التواجد أو أنماط التواصل).
تنفيذ وعود صغيرة ومتكررة تُظهر الموثوقية.
إزالة المسببات المحتملة لإعادة الخيانة (مثل قطع العلاقة بالشخص الثالث نهائيًا).
الهدف: استبدال التجربة السابقة (الكذب والخيانة) بتجارب متكررة من الصدق والاتساق.
التقارب العاطفي من جديدأنشطة مشتركة تخلق مشاعر إيجابية جديدة (رحلات، هوايات، جلسات حوارية). إعادة اكتشاف القرب الجسدي والعاطفي تدريجيًا بعد إصلاح الجرح النفسي. الهدف: ملء الفراغ الذي استغلته الخيانة بمصادر دفء وأمان حقيقية.
إعادة صياغة القصة الزوجية
دالنظر للعلاقة على أنها مرت بـ “زلزال” لكنه كان فرصة للكشف عن مواطن الخلل وإصلاحها.
الاتفاق على قيم وحدود جديدة تمنع تكرار نفس السيناريو الهدف: تحويل القصة من “خيانة دمّرتنا” إلى “تجربة صعبة غيّرتنا نحو الأفضل”.
العمل على الجذور العاطفية
معالجة القضايا الأعمق مثل:
الإهمال العاطفي.
ضعف مهارات التواصل.
الاحتياجات غير الملبّاة. أحيانًا عبرجلسات علاج زوجيأو علاج فردي للطرف المخطئ لمعالجة أنماط شخصية أعمق (مثل البحث عن التقدير الخارجي أو الإدمان العاطفي)
التجارب التصحيحية ليست مجرد وعود أو اعتذارات، بل سلسلة مواقف متعمدة ومتكررة، تثبت للطرف المجروح أن الشريك تغيّر فعلًا وأن العلاقة باتت أكثر أمانًا.بدون هذه الخطوات، يبقى الجرح مفتوحًا ويستمر الشك، حتى لو استمر الزواج شكليًا