
في لحظة إنسانية مليانة بالسكينة والطمأنينة، شارك النجم المصري حجاج عبد العظيم جمهوره احتفاله بذكرى المولد النبوي الشريف، مشهد بيرسم صورة مختلفة تمامًا عن الفنان اللي تعودنا نشوفه دايمًا على خشبة المسرح أو في أدواره الكوميدية اللي بتدخل البهجة على ملايين المشاهدين، لكنه هنا ظهر كإنسان بسيط بيحمل في قلبه محبة النبي وبيعيش المناسبة بكل ما فيها من صفاء ودفء روحي، وكأنه بيقول إن الفرح مش بس في الضحكة، لكن كمان في لحظة ذكر وتضرع واحتفال بالقدوة اللي نورت للعالم درب الرحمة والعدل.
حجاج عبد العظيم في ظهوره بالمناسبة دي ما كانش مجرد متابع أو ناقل تقليدي للأجواء، بالعكس، هو قدر يعكس إحساس المصريين الحقيقيين في الشوارع والحارات، إحساس الفوانيس اللي بتنور البيوت، وحلاوة المولد اللي بتجمع الصغير والكبير، والابتهالات اللي بترجعنا لزمن أول لما كنا نقف نسمع المداحين حوالين الموالد ونشوف البسمة مرسومة على وشوش الناس، فهو جسّد في حضوره دا معنى “الفرحة الجماعية” اللي بتخلي المصريين دايمًا مرتبطين بالمولد كحدث بيجمع بين الدين والوجدان والذاكرة الشعبية.
الجميل إن حجاج عبد العظيم، رغم مكانته الفنية الكبيرة، ما بيحطش حاجز بينه وبين جمهوره، واحتفاله بالمولد النبوي كان دليل واضح على ده، لأنه عرف يشارك الناس على طريقته، بكلمة دافئة وصورة مليانة نور، أظهر فيها قد إيه هو قريب من جمهوره وقريب من اللحظة نفسها، وده اللي خلّى تفاعلات الناس معاه تكون قوية وصادقة، وكأن كل واحد فيهم شاف جزء من نفسه في عيون حجاج وهو بيحتفل ويسترجع قيم النبوة ورسالة الرحمة اللي كلنا محتاجين نعيش بيها.
المولد النبوي بالنسبة لحجاج عبد العظيم ما كانش مجرد مناسبة تقليدية، لكنه كان مساحة للتأمل والعودة للجذور، فهو بيأكد إن الفن مش بعيد عن الدين ولا عن الروحانيات، بالعكس، الفنان الحقيقي هو اللي يعرف إزاي يعيش اللحظة دي بصدق وينقلها للناس، وكأنها مشهد فني راقي مليان بالمعاني، وده بالضبط اللي خلى صورته في الاحتفال تاخد مكانة مميزة في قلوب جمهوره اللي شافوا فيه مش بس نجم بيضحكهم، لكن كمان إنسان بيشاركهم مناسباتهم العظيمة بحب وإيمان.
وهكذا، قدر حجاج عبد العظيم يثبت إن الفنان مش مجرد مؤدي لأدوار على الشاشة، لكنه كمان إنسان بيحمل رسالة وبيعيش مع الناس فرحتهم وأعيادهم ومناسباتهم الدينية، واحتفاله بالمولد النبوي الشريف كان مناسبة بتأكد على القرب والصدق، وبتخلي صورته أكبر من مجرد ممثل، لأنه اتحول لرمز للفنان المصري الأصيل اللي بيعرف قيمة المناسبة وبيعرف إزاي يعيشها بروح مليانة محبة وبركة.