الأسرة

د آمال إبراهيم تحذر من ارتفاع نسب الطلاق في الوطن العربي

علاء حمدي
حذرت د امال ابراهيم رئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية من ارتفاع نسب الطلاق في الوطن العربي بشكل كبير أصبح بالفعل ظاهرة اجتماعية لافتة، ترجع لعدة أسباب متشابكة نفسية، اقتصادية، ثقافية، وتشريعية. اعتقاد خاطئ أن الطلاق بعد وجود طفلين أو ثلاثة أفضل من استمرار علاقة مضطربة، مما جعل الطلاق خيارًا أسرع.
لماذا أصبح الطلاق شائعًا حتى بوجود أطفال؟
شهدت المجتمعات العربية خلال العقدين الأخيرين تحولًا ملحوظًا في شكل العلاقة الزوجية، إذ لم يعد الزواج يُنظر إليه كـ “واجب اجتماعي” فقط، بل أصبح يُقاس بمدى الإشباع النفسي والعاطفي الذي يحققه. ومع هذا التحول، ارتفعت نسب الطلاق بشكل غير مسبوق حتى في أسر لديها طفلان أو ثلاثة. فما الأسباب وراء هذه الظاهرة؟
1. تحولات في معايير الزواج واختيار الشريك
في الماضي: الزواج كان قائمًا على الاستقرار والواجب الاجتماعي، وغالبًا بترتيب العائلة، مع تحمّل الطرفين لمسؤولية إنجاح العلاقة مهما كانت الصعوبات اليوم: الزواج أصبح مرتبطًا بفكرة السعادة الفردية والإشباع العاطفي، فإذا غابت المشاعر أو ضعُفت يبدأ التفكير بالانفصال.
شبكات التواصل الاجتماعي ساهمت في تعزيز المقارنة بين الأزواج بحياة “مثالية” معروضة على الشاشات، مما خلق فجوة بين الواقع والتوقعات.
2. ضعف مهارات التواصل وحل الخلافات
كثير من الأزواج يفتقدون أدوات الحوار الفعّال.قلة خبره المقبلين علي الزواج بمسئوليات الحياة الأسرية
الخلافات الصغيرة تتحول لصراعات كبرى بسبب العناد أو الصمت أو الانسحاب العاطفي (ما يسميه علماء النفس “الطلاق الصامت”).غياب ثقافة “إدارة الخلاف” يؤدي إلى تراكمات تجعل الطلاق الخيار الأسرع.
3. ضغوط اقتصادية خانقة
البطالة وارتفاع الأسعار وتكاليف السكن والتعليم خلقت بيئة مشحونة.الأزواج أصبحوا أكثر انشغالًا بتأمين احتياجات الحياة اليومية على حساب الاهتمام بالعلاقة.
التفاوت الطبقي بين الزوجين أحيانًا يولد مشاعر نقص أو صراع سلطة داخل الأسرة. عدم وجود رغبة لدي المرأة بالسعي للإصلاح في حالة استقلالها المادي
4.تغير أدوار الرجل والمرأة
المرأة العربية اليوم أكثر استقلالًا وتعليمًا ومشاركة في سوق العمل. وأصبح تحقيق مكانه علمية أو أدبية أولوية لدي المرأة عن تربية الأطفال والحفاظ علي تربية الأولاد في ظل الأسرة هذا الاستقلال أحدث ارتباكًا في بعض الزيجات، غياب التوازن في الأدوار يؤدي لشعور أحد الطرفين بالظلم أو الاستغلال.
5. التدخل الأسري والمجتمعي
تدخل الأهل في الحياة الزوجية ما زال سببًا رئيسيًا للطلاق، خصوصًا مع الأزواج الجدد.
المجتمع أحيانًا يُشجع على الطلاق أكثر من تشجيعه على العلاج والحلول الوسط.
6. غياب الدعم النفسي والإرشاد الأسري
قلة المراكز الفعّالة للإرشاد قبل الزواج وأثناءه.
انتشار ثقافة “الفضفضة على السوشيال ميديا” بدل اللجوء للمتخصصين، ما يزيد الفجوة ويضعف الخصوصية. انتشار برامج غير متخصصة للنصائح بين الزوجين أدت لتشوية العلاقة
لماذا يحدث الطلاق رغم وجود أطفال؟
في الماضي كان الأبناء سببًا في استمرار العلاقة.
اليوم، يفضّل الكثير الانفصال على أن ينشأ الأبناء في بيئة مشحونة بالصراع والتوتر.بعض الأزواج يرون أن “الطلاق الصحي” أفضل من “الزواج المسموم”.ارتفاع نسب الطلاق في الوطن العربي ليس نتيجة سبب واحد، بل هو تراكم لمجموعة من التحولات النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
نحن أمام جيل جديد يرى أن الزواج ليس قدرًا أبديًا، بل خيارًا يمكن مراجعته في أي لحظة إذا غابت السعادة أو الاحترام وتغلبت السعادة الشخصية علي سعادة الأسرة نتيجة شبكات التواصل الاجتماعي والمقارنات مع حياة المشاهير الي جانب زيادة السعي الي المساواة بين الرجل والمرأة واختفت العادات الأصلية للمجتمعات التي توكد علي أهمية الكيان الاسري ودورة في التنمية المجتمعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى