الرأي

الجبال لا تقف أمام الأنهار

بقلم د : شيرين العدوي

 

«الجبال لا تقف أمام الأنهار» مقولة لسفير الصين بالقاهرة عبر بها يوما ما عن متانة وعمق التعاون المشترك الذى تم بين مصر والصين . وقفت أمام هذه المقولة طويلا واستدعت فى ذهنى الآية القرآنية «وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء».

هذه المقولة تنطبق على كل تحركات الرئيس السيسى الدائمة لتعزيز مكانة مصر بين دول العالم، والوقوف بصمود ضد كل المخططات الداعية لتقويض قوة مصر الاستراتيجية من خلال العمل على أرض الواقع.

فسياسة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية سياسة فاشلة جملة وتفصيلا، لذلك فإن ترحيل الفلسطينيين عن أرضهم يعد عملا إجراميا، كما أن تحميل مصر وزر الأعمال الإجرامية التى تقوم بها إسرائيل ضد المدنيين العزل تلك الممارسات التى أدانتها مؤخرا محكمة العدل الدولية، يعد هجمة شرسة على مصر، بل تعد خطوة لتوريط مصر دائما فى أعمال ليس لها يد فيها ولم تصنعها. هذه هى السياسة المغلوطة التى تتبعها أمريكا بترك القضية الأساسية واللعب على الهامش.

والرئيس السيسى رئيس يعلم تمام العلم كل المخططات التى تحاك فى الظهر، ولذلك جاءت كلمته فى عيد تحرير سيناء لتؤكد عدالة القضية الفلسطينية، فكانت لغة خطابه تحمل عدة رسائل مفادها أننا لن نحتفل بعودة كرامتنا لنفرط فيها مرة أخرى. فسيناء نقشت فى وجدان المصريين حقيقة راسخة بأنها جزء لا يتجزأ من أرض الكنانة محفوظة بإرادة شعبها. وإن ملايين الدماء التى سالت هناك لن نسمح فى التفريط فيها فهى الأمن القومى الذى لن نتهاون فيه.

هذه الدماء أكدت وستظل تؤكد التلاحم الشعبى، وقوة الجبهة المصرية المتحدة مع قيادتها. لقد مثل الرئيس السيسى بالنسبة للمصريين الأنهار التى كلما وضعوا أمامها الجبال فجرتها لتمر بين هذه الصخور وتبنى. وليس أدل على ما أقول من استقباله رئيس فرنسا الشهر الماضى فقد أرسل عدة رسائل منها اتحاد الجبهة الداخلية مع الرئيس

وذلك عندما اصطحب الرئيس ماكرون إلى أكثر الأماكن شعبية حتى ظهرت يد الرئيس ماكرون ضاغطة على يد الرئيس السيسى بشكل تعبر عن عدم التصديق والاندهاش من حفاوة الاستقبال وحب الشعب للرئيس، وكانت الرسالة الأخرى للعالم أن هذا هو المكان الذى ولدت فيه، وهو جزء أصيل من مصر الحقيقية التى لا تعرفونها وأن هذا الشعب لا ينكسر أبدا، وأنه فى اللحظة الحاسمة يتحول إلى أسود ونمور تدافع عن مستحقاته. فالشعب الذى وضع الأعراف والقوانين منذ نشأة التاريخ لا يتخلى عن الحق ولا ينحنى إلا لبارئه.

هذه كانت الرسائل الخارجية. أما الرسالة الداخلية للشعب فى خطابه فكانت أن الرئيس يعلم المعاناة التى يمر بها الشعب وأنه رجل أفعال لا أقوال، وأن عينه على البناء الداخلى للدولة وقد فعل. وربما أنتهز الفرصة لأهنئ الرئيس والجيش وكل من شارك من أبطال طابا. وأطالب الدولة بحماية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث تعانى بعض الشركات تحديات تتسبب فيها بعض الممارسات الاقتصادية الخاطئة مما يدفع بعض هذه الشركات من الانسحاب، وأعلم أن الدولة قادرة على التغيير والحماية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى