وُلد الفنان صالح محمد رضا، الشهير بصالح رضا، في 28 فبراير عام 1932 بمدينة القاهرة، ورحل عن عالمنا في 8 أبريل 2018. تميز طوال مسيرته كأحد أبرز الخزافين المصريين، رغم امتلاكه لمسيرة مهمة أيضًا في النحت. بدأ تكوينه الفني بدراسة حرة في التصوير بكلية الفنون الجميلة بين عامي 1946 و1951، ثم حصل على دبلوم الفنون التطبيقية قسم الخزف عام 1957، وتوّج مسيرته الأكاديمية بدكتوراه من تشيكوسلوفاكيا في فن الخزف سنة 1961، إضافة إلى دبلوم من كلية السنترال في إنجلترا عام 1963.
شغل رضا عدة مناصب مرموقة، حيث عمل أستاذًا للخزف بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، وتولى منصب نقيب الفنانين التشكيليين بين عامي 1978 و1987، كما شغل منصب وكيل كلية الفنون التطبيقية بين 1980 و1983، وكان المشرف على إنشاء كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا من 1979 حتى 1983. كما كان عضوًا مؤسسًا في نقابة الفنانين التشكيليين، وشارك في جماعة أتيليه القاهرة وجماعة الفنانين العرب والاتحاد العام للتشكيليين العرب، إلى جانب عضويته في جماعات فنية دولية بإنجلترا.
قدّم الفنان عددًا كبيرًا من المعارض الخاصة التي عكست تنوع إنتاجه الفني، من أبرزها: معرض للتصوير والنحت بصالة الفن الحديث بالقاهرة عام 1954، ثم بصالة أتيليه القاهرة عام 1956، ومعرض في زودستوك جاليرى بلندن 1962، وآخر في شييلزى جاليرى بلندن 1963، ومعرض في لانترن بيروت 1969، ثم في صالة عايدة بالحرانية عام 1986، وصالة إخناتون بمجمع الفنون في 1986 و1988، ومعرض شخصي في الكويت عام 1987، وآخر في أتيليه الإسكندرية 1989، ومعرض بمكتبة الإسكندرية 2002، وقصر الفنون 2003، ومجمع الفنون بالزمالك في فبراير 2003، إلى جانب متحف شامل لأعماله في متحف البلدية بالإسكندرية في العام نفسه. كما أقام معارض بقاعة سفر خان عام 2004، وبالمشربية في نوفمبر 2010، وبقاعة أفق واحد بمتحف محمد محمود خليل وحرمه في ديسمبر 2012.
شارك الفنان الكبير صالح رضا فى العديد من المعارض الدولية والمحلية ومنها
المعارض الجماعية المحلية
– معرض عام للنحت والتصوير والحفر 1966 بقاعة الفنون الجميلة بباب اللوق .
– شارك فى المعرض العام للفنون التشكيلية 1988، 1989، 1993 .
– معرض ( مختارات من الفن المصرى المعاصر ) بمناسبة إنعقاد المؤتمر الحادى عشر لوزراء خارجية دول عدم الإنحياز بقاعة المؤتمرات الكبرى بالقاهرة 1994.
– المعرض القومى للفنون التشكيلية الدورة (26) 1999، الدورة (27) 2001 ، الدورة (28) 2003 .
– معرض ( الفنان المصرى المعاصر واستلهام التراث الإسلامى ) بمناسبة صدور كتاب ( التواصل الحضارى للفن الإسلامى وتأثيرة على فنانى العصر الحديث ) بالمركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى ( قاعة الدبلوماسيين الأجانب ) مارس 2002 .
– صالون النحت الأول للخامات النبيلة بقصر الفنون 2005 ( دعوة خاصة ).
– معرض فن الجرافيك القومى الدورة الثالثة 2005 .
– المعرض القومى للفنون التشكيلية الدورة ( 29 ) 2005 .
– المعرض التكريمى الرابع للفنانين الذين ولدوا خلال يناير ، فبراير ، مارس ابتداء من 1888 وحتى 1935 بقاعة أبعاد بمتحف الفن المصرى الحديث أبريل 2006 .
– مهرجان الإبداع التشكيلى الأول (صالون مصر الدورة الأولى) 2007 .
– معرض ( العروسة ) بمركز كرمة ابن هانىء بمتحف أحمد شوقى يناير 2007 .
– مهرجان الإبداع التشكيلى الثالث ( المعرض العام الدورة الثانية والثلاثون ) 2009 .
– معرض بصالة الفن فى الزمالك نوفمبر 2009 .
– معرض ( مصر الام ) بقاعة الزمالك للفن بالزمالك مارس 2011 .
– المعرض العام للفنون التشكيلية الدورة ( 34 ) 2012 .
– معرض ( متحف وتمثال ) بمركز الجزيرة للفنون ديسمبر 2012 .
– المعرض الفنى السنوى ( Master Plieces ) الدورة السابعة عشر – بقاعة الزمالك للفن – يوليو 2018 ( ضيف شرف ).
– معرض بعنوان ( البدايات ) بقاعات قصر الفنون – بساحة دار الأوبرا المصرية – نوفمبر 2023.
– معرض بعنوان ( من التشخيصية المصرية ) بجاليرى ( سويلم ) بالزمالك – يناير 2024.
المعارض الجماعية الدولية/المعارض الخارجية
– بينالى الإسكندرية السادس لفنون دول البحر المتوسط 1965 .
– بينالى فينيسيا 1966 .
– بينالى فينيسيا للحفر 1970 .
– بينالى الإسكندرية لدول البحر المتوسط الدورة ( 7 ) 1968 .
– معرض فى بيروت ( الجامعة العربية ) 1968 .
– معرض الفن المصرى بمتحف أسن بمدينة أسن بألمانيا الغربية 1970 .
– بينالى فينيسيا 1986 .
– معرض الفنون التشكيلية المعاصرة فى الكويت 1989.
– بينالى القاهرة الدولى الثانى للخزف 1994 .
– ضيف شرف بينالى القاهرة الدولى الثامن 2001
قراءة فى اعمال الفنان الكبير صالح رضا
في حضرة الطين وتحت نيران الفرن، تنبثق روح صالح رضا كقصيدة صامتة تروى حكايات الأرض والإنسان. هو الفنان الذي لم يشكل فقط الطين، بل شكّل المشاعر، ونحت في قلوبنا مساحات من الضوء والظل، حيث يلتقي الصلابة بالحنان، والصلصال يتحول إلى قصائدٍ معلقةٍ في فضاءات الزمن.
أعماله ليست مجرد قطع خزفية أو منحوتات جامدة، بل هي أنفاسُ روحه تتراقص مع كل خط وانحناء، تتلو فيها أساطير الوطن، وترسم فيها أعمق أسرار النفس البشرية. كل قطعة تنطق بالصمت، وتحكي عن عشقٍ أبدي بين الإنسان والمادة، بين الحلم والواقع.
في خطوطه وتجاويف أشكاله، نشعر بأننا أمام احتفالٍ بالحياة رغم ما تحمله من ألم، وانتصار للفن الذي لا يموت، بل يتجدد كلما مسّه يده الساحرة. بين التراث والحداثة، بين الأزل واللحظة الراهنة، تتراءى رؤيته التي تأسر العيون وتخطف الأنفاس.
صالح رضا ليس فقط صانعًا، بل شاعرٌ يحول الطين إلى شعرٍ بلا كلمات، ولحن بلا صوت. فنه الخزفي هو لغة القلب التي تخاطبنا، وتدعونا لننظر بعمق إلى الداخل، لنستشعر ثقل الزمن ورقته، ثورة الحياة وجمالها المتجدد.
إتبعنا
